لغة القالب
أعلان الهيدر

الموضوع الذي نخاف منه ونتجنبه عندما نعبر عن الحب

الموضوع الذي نخاف منه ونتجنبه عندما نعبر عن الحب

الموضوع الذي نخاف منه ونتجنبه عندما نعبر عن الحب والعشق


المشاعر الحادة، التي نطلق عليها "الحب" في بدايات العلاقات، بفعل هورمونات مثل الدوبامين والأوكسيتوسين. هذه الهرمونات تشعل الشغف والرغبة، لكنها في النهاية تختفي تدريجيًا، مما يؤدي إلى حالة من الفتور العاطفي والجسدي. هنا تبدأ مشاعر القلق وعدم الأمان بالظهور والشعور بالقلق والخوف بدون سبب، حيث يصبح الشخص يتساءل عن طبيعة مشاعره الحقيقية وعن مستقبل العلاقة.

مما يدفع البعض للابتعاد عن ما يسمى "الحب" ومناقشته أو طرح الأسئلة حوله, بينما في البداية لم يكن يحلو سوى الحديث عنه, وتصبح مشاعر السعادة والاندفاع الشديد، يتبعها في الكثير من الأحيان الشعور بالقلق، وربما الألم، دون أن نفهم السبب الحقيقي وراء هذا التحول.

علاج القلق والخوف والتفكير:

وفي السعي وراء الخروج من المأزق, البعض يبحث عن أفضل علاج للقلق والتوتر والخوف بالأعشاب أو علاج الفتور في العلاقة الزوجية. والبعض يلجأ لتغيير الشريك (الخيانة الزوجية) والبعض الاخر يلجأ للممنوعات أما الغالبية فيلتزمون الصمت لإعتقادهم أن هذه سنة الحياة والقسمة والنصيب. أما القلة النادرة يظل لديها أمل ويسعون للحب الحقيقي لأن في أعماقهم همسات تظل تؤكد لهم أن الحب الحقيقي "الجنة الضائعة" أو "الفردوس المفقود" موجود ويجب أن يسعوا له.

هل هو “حب” أم هو مجرد تفاعل هورموني؟

الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس يطرحون تساؤلات حول طبيعة الحب وهل هو شعور حقيقي يتجاوز الغريزة البيولوجية. يذهب البعض، مثل الفيلسوف الهندي أوشو، إلى أن ما نسميه "الحب" هو مجرد آلية طبيعية للتزاوج والتكاثر، حيث تعزز الطبيعة هذا الانجذاب العاطفي والجسدي بين الأفراد للحفاظ على استمرارية النوع البشري. فعندما يبدأ الجسد في الاستجابة للتفاعلات الكيميائية والهرمونية التي تزيد من الشعور بالنشوة والسعادة، يكون ذلك بمثابة مكافأة طبيعية قصيرة الأمد، أشبه بما يحدث عندما يعطس الإنسان؛ شعور مؤقت ولذة عابرة، كما أوضح أوشو في كتابه "من الجنس إلى الوعي الخارق".

الفرق بين الحب والعلاقة:

الحب والعلاقة مفهومان مختلفان، إلا أن معظم الناس يخلطون بينهما. فالعلاقة تتطلب إدارة مستمرة وجهدًا يوميًا للحفاظ على استقرارها، بينما الحب قد يكون شعورًا عابرًا وغير مستدام. العلاقة تُبنى على قواعد واضحة للتواصل والاحترام المتبادل، وعلى استعداد الطرفين للتعاون والتعامل مع التحديات التي تواجههما. بمعنى آخر، الحب لوحده لا يكفي لإنجاح علاقة.

العلاقة، كما يوضحها أوشو وآخرون، هي نوع من "الاتفاق" بين شخصين، تتطلب التزامات مشتركة وعملية من التفاهم والتكيف المستمر. إذا فشلت في إدارة العلاقة، فإنها ستنتهي بالفشل، مهما كانت قوة مشاعر الحب في البداية. وهذا ما يفسر لماذا الأيام الأولى من الحب مليئة بالسعادة والفرح، وبعد فترة قصيرة تبدأ المشاعر تتبدل نحو القلق وربما التوتر. قد تصل بعض العلاقات إلى مرحلة الكارثة إذا لم يتم التعامل معها بحذر.

الحب الحقيقي: هل هو واقعي أم مجرد خرافة؟

الحب الحقيقي، وفقًا لبعض المفكرين مثل أوشو، ليس شيئًا يجب أن تبحث عنه في علاقاتك مع الآخرين فقط. إنه شعور داخلي نابع من ذاتك. لا يتطلب وجود شخص آخر ليكون موجودًا, عكس ما نتوهم أنه “الحب”، بل هو حالة من الانسجام الداخلي والسلام العميق مع الذات. 

الحب الحقيقي ليس مجرد حالة من الشغف أو الانجذاب الجسدي؛ إنه حالة من الوعي العميق والاتصال بالنفس والكون.

في هذا السياق، يشير أوشو إلى مفهوم "الوعي الخارق" الذي يتحدث عنه في العديد من كتبه. الوعي الخارق هو حالة من الصفاء العقلي والروحي، حيث يصبح الإنسان في انسجام تام مع ذاته ومع العالم من حوله. إنها حالة من السعادة الدائمة التي لا تخبو، بل تظل متجددة ومستمرة. هذه الحالة هي ما يسميها البعض بـ"الفردوس" أو "النيرفانا".

هل يمكن أن يحدث الحب الحقيقي أكثر من مرة؟

الحب الحقيقي ليس مقيدًا بفرصة واحدة في الحياة. يمكن أن يحدث الحب الحقيقي عدة مرات، ولكن الفهم العميق لهذا الحب يتغير مع مرور الزمن ومع نضج الشخص. عندما يكون الإنسان شابًا، يميل إلى البحث عن الحب في الآخرين، بينما مع تقدم العمر واكتساب الحكمة، يبدأ في البحث عن الحب داخل ذاته.

الحب لا يعتمد فقط على الجسم أو الهرمونات التي تتحكم في المشاعر، بل هو شعور يمكن أن يتجاوز البعد الجسدي ليصبح ارتباطًا عاطفيًا وروحيًا. يمكن للشخص أن يشعر بالحب تجاه الأشخاص والأماكن وحتى الأفكار. هذا النوع من الحب لا يموت، بل يستمر في التطور ويصبح أكثر عمقًا مع مرور الوقت.

العلاقة بين الحب والوعي

في الثقافة الشرقية والعديد من الفلسفات الروحية، يعتبر الحب وسيلة للوصول إلى الوعي الخارق أو الوعي الأسمى. الحب هنا لا يشير فقط إلى الحب الرومانسي، بل إلى الحب الذي يمتد إلى كل جوانب الحياة. هذا النوع من الحب يعتبر وسيلة للتواصل مع العالم بطريقة أعمق وأكثر معنى.

وفقًا لهذه الفلسفات، عندما يتجاوز الإنسان المستوى الجسدي والمادي من الحب، فإنه يدخل في حالة من السكون والسكينة الداخلية، حيث لا يعود يبحث عن الإشباع اللحظي بل يسعى إلى الوصول إلى حالة دائمة من الفرح والاتزان النفسي. في هذه المرحلة، يصبح الحب شعورًا غير مشروط، يتجاوز حدود العلاقة التقليدية ليشمل كل ما هو حول الإنسان.

كيف نتعامل مع الفتور في الحب؟

عندما تتلاشى مشاعر الشغف الأولى وتظهر علامات الفتور بين الزوجين، من المهم أن ندرك أن هذا التحول طبيعي. الحل ليس في التخلي عن الحب أو العلاقة، بل في العمل على بناء أسس قوية للتواصل والاحترام المتبادل. إن تحويل العلاقة إلى شراكة صحية يتطلب من الطرفين الاستثمار في الوقت والجهد لفهم بعضهما البعض بشكل أفضل وتلبية احتياجات كل منهما.

كذلك، من المهم إعادة تقييم مفهوم الحب نفسه. هل نحن نبحث عن الحب من أجل الشعور بالسعادة اللحظية، أم أننا نسعى إلى بناء حب أكثر عمقًا واستدامة؟ هل نحن نعتمد فقط على الحب الرومانسي لتحقيق الشعور بالسعادة، أم أننا نحتاج إلى تطوير نوع آخر من الحب الذي يشمل الذات والعالم من حولنا؟

أخيرا,,,
الحب موضوع معقد ومتشابك، يتجاوز ما نراه أو نشعر به في بدايات العلاقات. الحب ليس فقط تلك المشاعر المؤقتة من السعادة والإثارة؛ إنه عملية مستمرة من النمو والتطور الشخصي. قد يكون الحب في البداية متوهجًا ومثيرًا، ولكن للحفاظ عليه يتطلب وعيًا وفهمًا أعمق. من خلال تحقيق هذا الوعي، يمكننا الوصول إلى نوع من الحب يتجاوز حدود العلاقات المادية ليصبح جزءًا من وجودنا نفسه.

أقرأ أيضاَ من مقالاتي السابقة:

** الضجة المفتعلة حول الفيلم الهندي حياة الماعز

** 10 فوائد للتدخين ربما لم تسمع بها

** 10 فوائد رائعة لزيادة الوزن أو السمنة يمكن أن تحسن حياتكم

ديسمبر 01, 2024

عدد المواضيع